چاويار نيوز – دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الإثنين، أمام زعماء وممثلي دول مجلس شمال الأطلسي، إلى التعاون والعمل من أجل استقرار المنطقة، مؤكداً أن بلاده يمثل اليوم نموذجاً بارزاً في الشرق الأوسط بنظامه الديمقراطي التعددي الفيدرالي.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان، إن “السوداني ألقى اليوم، كلمة أمام زعماء وممثلي دول مجلس شمال الأطلسي، في مقر حلف الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك بدعوة من الأمين العام للحلف مارك روته.”
وأشار السوداني، خلال كلمته، إلى أن “هذا الاجتماع ينعقد في ظل اضطرابات وتحولات جوهرية تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل انتهاك مبادئ النظام الدولي، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتهديد السلامة الإقليمية”، مؤكداً “تأسيس شراكة بناءة مع الناتو وفق قرار سيادي، تهدف إلى علاقات شاملة طويلة الأمد في مختلف المجالات.”
وبين أن “العراق لم يعد يمثل موضع قلق أمني، بل شريك استراتيجي يمكن الاعتماد عليه، وقد أثبتت العلاقة مع الحلف هذا النوع من الشراكة، وأن تقييم دور بعثة الناتو في العراق مهم وأساسي، كما أن التعاون الثنائي هو نموذج يحتذى به في المنطقة”، لافتاً إلى “السعي لأن يكون العراق شريكاً إقليمياً لحلف الناتو، ضمن ترتيبات تحمل المنفعة بين الطرفين.”
وتابع رئيس الوزراء العراقي أن “العراق يمثل اليوم نموذجاً بارزاً في الشرق الأوسط، ضمن نظامه الديمقراطي التعددي الفيدرالي”، لافتاً إلى أن “انتقالة شعبنا نحو الديمقراطية كانت قوية وراسخة، رغم التحديات والأزمات التي تشهدها منطقتنا.”
وذكر أن “حكومتنا ماضية في بناء علاقات قوية مستدامة مع الدول والمؤسسات الدولية التي تلتقي مع قيمنا السياسية في التعددية والحرية”، موضحاً، “إننا نعتمد مبدأ التوازن في سياساتنا الخارجية، وتجنب الانحياز والمحاور، مسترشدين بالمصلحة العليا للعراق وشعبه.”
وأكد السوداني “السعي إلى تعزيز العلاقات مع دول الناتو والمشاركة في تخطيط وتنفيذ المبادرات الأمنية الإقليمية، وتطوير قدراتنا في مجال الدفاع الجوي والردع، وبما يضمن سيادة العراق، ودعم الاستقرار بالمنطقة”، مشدداً على “التعاون مع الناتو في مواجهة تحديات الإرهاب وأمن الحدود ومكافحة الجريمة المنظمة والتهديدات السيبرانية ومسببات تهديد الاستقرار الإقليمي.”
وذكر أنه “نتطلع إلى دعم الناتو في بناء قدرات للردع ضد التهديدات، ودعم جهود الحكومة للنأي بالعراق بعيداً عن الصراعات الإقليمية”، مشدداً على “حل النزاعات عبر الدبلوماسية والقانون الدولي، وعدم استقرار المنطقة خطر ستمتد عواقبه المتمثلة بالإرهاب والنزوح والأزمات الإنسانية إلى أوروبا والعالم.”
وبين رئيس الوزراء العراقي أن “أولوية حكومتنا هي إعمار العراق، واضطلاع بلادنا بدورها ومكانتها الحضارية والتنموية في المنطقة والعالم”، لافتاً إلى “إننا مقبلون على إجراء الانتخابات التشريعية، والحكومة ملتزمة بدعم هذا الاستحقاق وإجرائه بطريقة عادلة وشفافة.”
وأكد أن “نظامنا التعددي يسمح للجميع بالتنافس الحر بالانتخابات، والحكومة ستتشكل على أساس النتائج، وفي تداول سلمي للسلطة”، مشيراً إلى “قدرة العراق على تجاوز التحديات الاقتصادية والبيئية، وخصوصاً تحدي تأمين الموارد المائية وتعظيم الاقتصاد غير النفطي.”
وأشار السوداني إلى “الالتزام بقرار حصر السلاح بيد الدولة وإصلاح الأجهزة الأمنية، لحماية جميع المواطنين والحفاظ على النظام”، لافتاً إلى أن “حكومتنا ركزت على تنويع الاقتصاد وتشجيع ريادة الأعمال والاستثمار الأجنبي مع حماية الصناعات المحلية.”
وتابع أن “أولويات عملنا تعزيز الوحدة الوطنية، وتمكين الشباب والنساء والفئات المهمشة، ودعم التعليم والرعاية الصحية لضمان المساواة والتقدم الشامل”، موضحاً أن “العدوان والاستخدام غير المشروع للقوة فيه أخطار تتعدى الشرق الأوسط، وعلى المجتمع الدولي التصرف بمسؤولية لتوفير الحماية.”
وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن “العراق يسعى إلى حل إشكاليات الملف النووي الإيراني سلمياً وفي إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”، مؤكداً على “دعم استقرار سوريا، وضمان أن يكون الشمول والتعددية أساساً لمستقبلها.”
وبين أن “الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي ولا بد من إنهائها، وإيقاف الإبادة الجماعية في غزّة”، لافتاً إلى “سعي العراق إلى تأسيس نظام إقليمي قائم على التبادلية الاعتمادية واحتواء النزاعات بالطرق السلمية والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.”
وأوضح السوداني أن “رؤيتنا تقوم على الشراكات التي تدمج الأبعاد الاقتصادية والسياسية والأمنية والتنسيق، لدعم الاستقرار والتنمية الجماعية”، موضحاً أن “علاقتنا مع الناتو تمثل نموذجاً يحتذى به، وتضمن بقاء العراق مصدراً لاستقرار المنطقة والمساهمة في السلام والأمن الدوليين.”
No Comment! Be the first one.