چاويار نيوز – في خطوة تُعد الأولى من نوعها، أصدر الاتحاد الأمريكي الدولي للجامعات قراراً إدارياً جديداً يقضي بتعيين الدكتور شيرزاد أحمد أمين النجار عضواً في المجلس العلمي للاتحاد، ليصبح بذلك أول كوردي يتولى هذا المنصب في المؤسسة الأكاديمية الدولية.
وبحسب القرار الصادر عن رئاسة المجلس العلمي بتوقيع الدكتور حسين الأنصاري، يسري التعيين اعتباراً من التاسع من تموز/ يوليو 2025 لمدة عام قابلة للتجديد، استناداً إلى الصلاحيات المخولة لرئاسة المجلس وفقاً للنظام الداخلي للاتحاد.
وفي مقابلة خاصة مع مجلة “كوردستان بالعربي”، كشف الدكتور النجار عن رؤيته الطموحة لدوره الجديد، مؤكداً أن “البلدان والمجتمعات النامية أو المتخلفة بأمس الحاجة إلى تحقيق أهداف التطوير الأكاديمي للوصول إلى مستوى يقارب البلدان والمجتمعات المتقدمة.”
وأوضح النجار أن هذا الهدف يتطلب “برامج علمية للتعاون الوثيق بين الجامعات لأجل تطوير عملها ومواكبة التطورات في العلوم والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة”، مشدداً على ضرورة “رفع مستويات الجودة الأكاديمية والعلمية في الجامعات إلى مستوى المعايير العالمية الحديثة.”
وفي تصريح لافت، شدد الدكتور النجار على أن “المعرفة ليست تجارة أو صناعة، بل إن المعرفة علم، وفقط عن طريق العلم يمكن للمجتمعات أن تزدهر”، مؤكداً أن “أهم واجب للجامعات هو منح الشهادات الحقيقية للذين يتمتعون بالكفاءة، لتصبح الشهادة الحقيقية مفتاحاً معرفياً علمياً أصيلاً نحو تطوير المجتمع.”
وحذر من خطورة “منح الشهادات دون الاهتمام بالمحتوى والمضمون، باعتباره الكارثة التي تعاني منها بلداننا ومجتمعاتنا”، مشيراً إلى أن “الاتحاد الدولي الأمريكي للجامعات سيضع دليل نظام التحقق من الشهادات لضمان أمان وموثوقية الشهادات الأكاديمية.”
وكشف النجار عن خطته العملية خلال فترة عضويته، حيث قال أنه سيحاول “نقل هذه الأفكار والرؤى إلى جامعاتنا التي ازدهرت من الناحية العددية”، مشيراً إلى “وجود 142 جامعة حكومية وأهلية في العراق، من ضمنها 33 جامعة في إقليم كوردستان.”
وأضاف أن “العمل على إنشاء شبكة واسعة من العلاقات والاتفاقيات الجماعية والثنائية لخلق حالة جديدة تتعلق برسالة الجامعات”، مؤكداً أن “الجامعات ليست مكاتب عمل، بل مراكز للبحث عن المعرفة.”
وفي لفتة تاريخية، ذكّر الدكتور النجار بجوهر رسالة الجامعات منذ تأسيس الفيلسوف الإغريقي أفلاطون لأكاديميته الشهيرة “أكاديمية أثينا” عام 387 قبل الميلاد، والتي تُعد أول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي، ودرس فيها الفيلسوف البارز أرسطوطاليس.
وأشار النجار إلى أن “الجامعات في بلداننا لا تتمكن من أداء مهمتها الحقيقية، لذا نحتاج إلى إصلاح شامل للجامعات والمؤسسات الأكاديمية والعلمية”، مؤكداً أن الاتحاد الدولي الأمريكي للجامعات يمكنه المساهمة في معالجة هذه الأوضاع “عن طريق إرشادات وتوجيهات وآراء تؤدي إلى التميز في المستوى الأكاديمي وجودة التعليم.”
وحذر من أن هذا الإصلاح “لا يأتي اعتباطياً بدون تعب وجهد، بل إنها مهمة شاقة وصعبة ومعقدة، ولا تأتي إلا عندما يزدهر الفكر وتزدهر الثقافة وتُحترم حرية الرأي في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية.”
هذا وتتضمن مهام الدكتور النجار في المجلس العلمي، حضور الاجتماعات الدورية والمشاركة الفعالة في القرارات، والمساهمة في إعداد وتطوير الخطط الأكاديمية والبحثية طويلة المدى، إضافة إلى المشاركة في عمليات التقييم الشامل للبرامج والأنشطة التعليمية والعلمية.
كما سيقدم المشورة العلمية المتخصصة التي تخدم أهداف الاتحاد الاستراتيجية وتوجهاته المستقبلية في التطوير والتحديث، مع حصوله على كافة الصلاحيات والحقوق المنصوص عليها في النظام الداخلي للاتحاد.
يُذكر أن الاتحاد الأمريكي الدولي للجامعات، المرخص من الولايات المتحدة الأمريكية كمؤسسة علمية مسجلة رسمياً، يواصل جهوده في استقطاب الكفاءات الأكاديمية المتميزة لتعزيز مكانته كمؤسسة تعليمية رائدة على المستوى الدولي، انطلاقاً من رؤيته التي تركز على التنمية والتقدم في المجالات العلمية والأكاديمية والمهنية.
No Comment! Be the first one.