چاويار نيوز – أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، المضي في تطوير قدرات بلاده على تعقّب الطائرات المسيّرة وتحديد مواقع انطلاقها، مشيراً إلى تعاون مشترك مع إقليم كوردستان، وبتنسيق مستمر مع التحالف الدولي، لكشف الجهات المتورطة في الهجمات الأخيرة.
وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، قال السوداني أن سياستة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت ولا زالت التوسع في الحرب في المنطقة، مضيفاً أنه “لذلك حرصنا على أن لا نعطي أي مبرر لأي جهة في استهداف العراق وزجه في هذه الحرب والصراع”.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي، أنه “لا يمكن أن نسمح لأي جهة أو فَرد أن يستخدم الأراضي العراقية كمنطلق لأعمال عسكرية تضر بأمن واستقرار البلد، ودائماً نكرر ونقول هذا القرار، قرار الدولة وليس قرار أي فرد أو جماعة”.
وكشف عن تنفيذ أكثر من 29 عملية أمنية بإشراف الحكومة وبعلم التحالف الدولي لإحباط محاولات إطلاق صواريخ ومسيّرات من داخل العراق، مبيناً أنه “لم نعلن عنها في حينها حفاظاً على الأمن والاستقرار، لكنها كانت فعل عملي معروف ومعلوم لدى الأصدقاء”.
وأشار السوداني إلى أن العراق كثّف جهوده الدبلوماسية، قائلاً إن “اتصالاتنا مع رؤساء ودول المنطقة كانت كلها جزءاً من جهد دبلوماسي مكثف، وبنفس الوقت أيضاً كان حديثنا مع القيادة الإيرانية باتجاه التهدئة وأن يتم إعطاء مجال للحوار والعودة للمفاوضات”.
ووصف الوضع الحالي في المنطقة بـ”الهدنة الهشّة”، وحذر من تداعياتها، بالقول إنه “للأسف الملامح أنها هدنة هشّة، وهذا ما يبعث القلق في استقرار المنطقة، لذلك نعوّل على دور الولايات المتحدة، حيث ساهمت إدارة الرئيس ترمب في احتواء هذه الحرب”.
وتابع رئيس الوزراء العراقي، أنه “نأمل أن تستأنف المفاوضات حول الملف النووي وأن تُراعى مصالح كل الأطراف للوصول إلى اتفاق سياسي ينهي هذا التصعيد الذي يؤثر على الأمن الإقليمي وبالتالي على أمن العالم”.
وفيما يتعلق بالشأن الداخلی العراقي، شدّد السوداني على أنه “مع الاستقرار الأمني وبسط سلطة الدولة على كامل أجزاء التراب العراقي، ليس هناك مبرر لأي جهة أن تحمل السلاح”.
وعن حادثة اختطاف مواطنة روسية في العراق، أكد أنه “نستعين بمعلومات من الأصدقاء في أكثر من حالة في تعقب المجاميع التي قامت باختطاف المواطنة الروسية. نتفهم ونتعاطف مع عائلة المواطنة، ويعرف أصدقاؤنا حجم الجهد الذي بذلناه ولا زلنا نبذله”.
وبيّن أن الحكومة “لا تتفاوض مع العصابات والخاطفين، بقدر ما نستثمر بعض الجهات السياسية التي قدمت وتبرعت بجهد من أجل معرفة مصير هذه المواطنة”، مشدداً على أن “هذه الأعمال مستمرة ومتواصلة لحين إطلاق سراحها”.
وأوضح السوداني أن هناك جهوداً متقدمة لتحديد مواقع إطلاق المسيّرات، مضيفاً أنه “نحاول تطوير إمكانياتنا في كشف هذه المسيّرات وأماكن انطلاقها حتى نتمكن من اتخاذ الإجراءات القانونية، وهناك لجنة تحقيقية عالية المستوى مشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، وأيضاً بتواصل مستمر مع التحالف الدولي لتحديد الجهات التي قامت بهذا العمل الإرهابي”.
وعن العلاقة مع سوريا، أكد أن “لدينا عدو مشترك وهو داعش، الذي يتواجد بشكل واضح ومعلن في داخل سوريا، واستثمر عدم استقرار الأوضاع وأيضاً استثمر التغيير، حيث حصل على نسبة كبيرة من أسلحة الجيش السوري، وبالتالي هو مصدر تهديد لأمن واستقرار سوريا فضلاً عن دول المنطقة”.
وأضاف أن “سوريا دولة مهمة للعراق وتمثل أمناً قومياً. استقرار سوريا هو استقرار للعراق، ونحن حريصون على أن يتمتع الشعب السوري بالأمن والاستقرار، وبعملية سياسية شاملة تضم كل المكونات والأطياف. نريد سوريا موحدة، لا نريد التقسيم لسوريا، هذا أمر مرفوض، وبالتأكيد لا نريد أي تواجد أجنبي على الأرض السورية”.
No Comment! Be the first one.