چاويار نيوز – كتبت وكالة “المعلومة” الإخبارية في تقرير لها، مساء الخميس، أنه “يشهد ملف تعيين السفراء في العراق جدلاً واسعاً داخل الأوساط البرلمانية، بعد تسريب قائمة المرشحين الجدد إلى وسائل الإعلام، وسط اتهامات مباشرة بغياب معايير الكفاءة والمهنية في اختيار الأسماء. ووفقاً لمصادر نيابية، فإن القائمة التي جرى إعدادها خضعت لمنهج المحاصصة السياسية، وتم تفصيلها على مقاس الأحزاب النافذة، بما يكرّس منطق الولاءات الحزبية والعائلية على حساب الكفاءات الوطنية”.
وأضافت الوكالة أنه “تفيد المعلومات المتداولة بأن عدداً من الأسماء المطروحة ترتبط بصلة قرابة مباشرة مع زعامات سياسية، فيما تفتقر بعض الترشيحات إلى المؤهلات المطلوبة في مجال العمل الدبلوماسي، الأمر الذي أثار اعتراضات واسعة داخل قبة البرلمان. وقد باشرت لجان نيابية فاعلة بجمع المعلومات والتدقيق في خلفيات المرشحين، تمهيداً لتقديم اعتراضات رسمية تطالب بإعادة النظر في كامل القائمة”.
وأكدت المعلومة في تقريرها، أنه “يرى نواب معارضون أن استمرار هذه الصيغة في توزيع المناصب الدبلوماسية يضر بسمعة العراق الخارجية، ويُقصي كفاءات حقيقية من أبناء الشعب لمجرد أنهم لا ينتمون للأحزاب أو لا يحظون بدعم زعيم. ويجري حالياً حراك نيابي لإعادة صياغة القائمة على أسس مهنية شفافة تعيد الاعتبار للتمثيل الدبلوماسي الحقيقي”.
وبالحديث عن هذا الملف، اتهم عضو مجلس النواب العراقي عامر عبد الجبار، “الكتل السياسية الكبرى بتفصيل قائمة السفراء على مقاسها”، مؤكداً أن “الترشيحات تمت وفق مبدأ المحسوبية والمنسوبية وليس على أساس الكفاءة والخبرة”.
وقال عبد الجبار، في تصريح للمعلومة، إن “ما جرى في ملف ترشيح السفراء يمثل قمة الاستهزاء بالكفاءات الوطنية، حيث تم اختيار أسماء بناءً على الولاءات الحزبية والعلاقات العائلية، وليس وفق معيار الاستحقاق المهني أو الوطني”.
وأضاف أن “بعض قادة الأحزاب لم يكتفوا بترشيح مقربين من الحزب، بل ذهبوا إلى ترشيح أبنائهم وأشقائهم وأصهارهم وحتى أقرباء زوجاتهم، في تجاوز صريح على مبدأ العدالة والمساواة، ما يعكس وجود دكتاتورية حزبية داخل هذه الكيانات”.
وأشار عبد الجبار إلى أن “هذا الأسلوب لا يظلم فقط الشعب العراقي، الذي يعاني من سوء تمثيل دبلوماسي منذ سنوات، بل يظلم حتى الكوادر الكفوءة داخل الأحزاب ذاتها، ممن لم تُتح لهم الفرصة لأنهم لا ينتمون إلى العائلة أو لا يحظون برضا الزعيم”.
وأكد أن “تحالفنا النيابي (تجمع الفاو زاخو) أبدى موقفاً واضحاً برفض هذه القائمة، ولن نقبل بتمريرها ما لم تُعاد صياغتها على أسس مهنية ووطنية شفافة، بعيداً عن نهج المحاصصة الذي دمّر مؤسسات الدولة”.
إلى ذلك، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراق حسين العامري، “وجود ملاحظات عديدة على قائمة السفراء التي تم تداولها مؤخراً في وسائل الإعلام”، مشيراً إلى أن “القائمة تشوبها إشكالات كبيرة، واللجنة تمتلك معلومات دقيقة بشأن بعض الأسماء المرشحة”.
وقال العامري في حديث للوكالة، إن “ما نُشر في الإعلام بشأن قائمة السفراء قد تَحقَّق منه بالفعل، ولدينا في لجنة العلاقات الخارجية ملاحظات جوهرية على عدد من المرشحين”، مبيناً أن “اللجنة تمتلك معلومات دقيقة عن خلفيات بعض الأسماء المطروحة، وهناك اعتراضات ستُقدَّم رسمياً بهذا الشأن”.
وأضاف أن “اللجنة سيكون لها دور فاعل في هذا الملف، ولن يتم تمرير القائمة بصيغتها الحالية”، مشدداً على “ضرورة استبدال بعض الأسماء بأخرى وطنية تمتلك الخبرة والكفاءة في مجال وزارة الخارجية والعمل الدبلوماسي”.
وأوضح العامري، أن “هذا الملف يدخل في صلب اختصاص لجنة العلاقات الخارجية، بالتعاون مع بعض اللجان النيابية المعنية، وسنعمل على رفع معلومات إضافية إلى اللجنة المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الأسماء غير المؤهلة”.
No Comment! Be the first one.