چاويار نيوز – كتبت صحيفة “القدس العربي” اللندنية في تقرير لها أنه في تحوّل لافت ومثير للجدل، اعترف ماثيو ميلر، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية في إدارة جو بايدن، بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة، رغم إنكاره المتكرر لهذه الحقيقة خلال فترة عمله الرسمي.
وقال ميلر، في مقابلة على بودكاست “ترامب 100” التابع لقناة “سکاي نيوز” البريطانية يوم الإثنين، إنه “لا يعتقد أن ما يحدث في غزة يرقى إلى الإبادة الجماعية”، لكنه أضاف: “أعتقد دون أدنى شك أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب”.
وقوبل ردّ ميلر بموجة انتقادات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره العديد من الناشطين والأكاديميين اعترافاً متأخراً لا يغسل يديه من دوره في التغطية على المجازر بحق الفلسطينيين.
وكتب رجل الأعمال والناشط أرنو برتران أن “ميلر كان الوجه العلني لإنكار جرائم الحرب الإسرائيلية… والآن بعد سقوط عشرات الآلاف من النساء والأطفال، يعترف بأنه كان يعلم لكنه فقط ينفذ الأوامر”، مضيفاً “إنه يتوهم أن اعترافه المتأخر سيجعله يبدو مبدئياً”، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.
من جهته، قال البروفيسور ألونسو غورميندي من جامعة أكسفورد إن ميلر “شخص حقير اختار أن يكون وجه الإبادة الجماعية، والآن يحاول القفز من السفينة الغارقة. لا يمكن تبريره”.
الجدير بالذكر أن ميلر كان خلال المؤتمرات الصحافية الرسمية ينفي بشكل قاطع ارتكاب إسرائيل لأي مخالفات للقانون الدولي، رغم التقارير الداخلية والخارجية التي تشير إلى عكس ذلك، بما في ذلك تقارير عن استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة أمريكية في قتل المدنيين الفلسطينيين.
وبينما كانت إدارة بايدن تتلقى مئات التقارير عن جرائم حرب محتملة، ظل ميلر يكرر الرواية الرسمية التي تنفي وقوع أي مخالفات. كما هاجم جهات دولية انتقدت إسرائيل، متهمًا مقررة الأمم المتحدة الخاصة، فرانشيسكا ألبانيزي، بمعاداة السامية بعد وصفها الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل بـ”محور الإبادة الجماعية”.
وخلال أحد المؤتمرات الصحافية، اعترف ميلر بأن عدد الضحايا في غزة “قد يكون أعلى بكثير” من الأرقام الرسمية حينها، لكنه قوبل بسخرية من الصحافي سام حسيني الذي قال له: “أنت تبتسم وأنت تقول ذلك”، ما أطلق موجة من السخرية على الإنترنت، حيث أطلق عليه الناشطون لقب “الكونت سميركولا”.
وقال الباحث الفلسطيني بشار زعبي أن “الكونت سميركولا، ماثيو ميلر، كان يبتسم كل يوم وهو ينكر جرائم الحرب. الجميع كان يعلم، بايدن يعلم، وميلر يعلم. وأتمنى أن يبتسم في الجحيم”.
وقد جاء اعتراف ميلر في وقت متأخر، بعدما أصدر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج.
وتشير تقديرات حديثة إلى أن حصيلة الشهداء الفلسطينيين في غزة تجاوزت 54,500 منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينما تستمر الهجمات والحصار الذي تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وقالت الصحافية رنا أيوب من “واشنطن بوست” أنه “لا احترام لماثيو ميلر. لقد دافع يوماً بعد يوم عن جرائم الحرب، وشوّه معاناة الفلسطينيين، وأسهم في تهيئة الرأي العام لتبرير الفظائع”.
أما الصحافي الفلسطيني أبو بكر عبد، فكتب أنه “لن نغفر ولن ننسى. ستبقى دائماً رمزاً للسخرية في وجه الإبادة الجماعية في غزة. ويجب محاسبتك”.
No Comment! Be the first one.