چاويار نيوز – في قلب حي طيراوه بمدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان العراق، يقع منزل لا يشبه البيوت العادية، بل أشبه بصالة عرض سينمائي تنبض بالحياة؛ منزل الفنان جوهر أنور، الذي وُلد فيه، وحوّله بسبب حبّه الكبير للفن السابع، إلى “سينما جوهر مومباي”.
الدخول إلى هذه السينما لا يتطلب أي مقابل مادي، بل إن جوهر الذي وُلد عام 1956 في حي طيراوه بأربيل، وشارك كممثل في عدد من الأفلام والأعمال المسرحية، يُقدّم بنفسه الطعام والشراب مجاناً لضيوفه.
يقول مالك السينما، في حديث لشبكة “رووداو” الإعلامية، إنها “فرصة لأولئك الذين لا يلتقون في الخارج، يجتمعون هنا مرة في الأسبوع. هناك من لم يرَ صديقه منذ 10 أو 20 سنة، ويأتي هنا ليراه مجدداً. من ألمانيا أو السويد أو دول أخرى، عندما يزورون أربيل لرؤية أقاربهم، لا بد أن يمروا هنا ويشاهدوا سينما جوهر”.
تفتح هذه السينما الخاصة أبوابها للضيوف مساء يومي الاثنين والجمعة، وغالبيتهم من محبّي الفن وأصدقاء جوهر. وتُخصّص ليالي الاثنين لعرض الأفلام الأمريكية، في حين تُعرض في ليالي الجمعة أفلام هندية كلاسيكية.
ويقول خالد كريم، أحد زوار سينما جوهر مومباي، “أنا من أولئك الذين لا يمكن أن يفوّتوا فيلماً لأميتاب باتشان، إلا في حالة وجود أمر طارئ جداً. لأنني فعلاً معجب متعصّب بأميتا”.
بينما يؤكد إدريس محمد، زائر آخر للسينما، في تصريح لرووداو، أنه “لا نستهوي مشاهدة هذا النوع من الأفلام في البيت، لكن هنا الأجواء جميلة جداً ونستمتع بها فعلاً”.
تبلغ مساحة المنزل 130 متراً مربعاً، وتتّسع السينما لحوالي 50 شخصاً. وقد جُهزت بشاشة عرض بحجم 3×6 أمتار ونظام صوت “هوم سينما”. وبلغت تكلفة إنشاء هذه السينما نحو 30 ألف دولار، تحمّلها الفنان جوهر بالكامل على نفقته الخاصة.
ومن بين الزوار الجدد للسينما، الممثل البغدادي ماجد خضر، الذي اعتبر في حديثه لرووداو التجربة “جميلة فعلاً”، وبين أنه “عندما دخلت السينما أول مرة، شعرت بالدهشة وضحكت”، واصفاً قيام شخص ما بتحويل منزله إلى سينما مجانية بأنه “تصرف ينمّ عن ثقافة وإنسانية”.
وكان جوهر في سبعينيات القرن الماضي، أول من امتلك سينما متنقلة في أربيل. كما أدار لاحقاً سينما صلاح الدين، وبسبب حبه الكبير لهذا الفن، قام بشراء تلك السينما أيضاً.
No Comment! Be the first one.