چاويار نيوز – غادر أكثر من 800 عراقي مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، يوم أمس الخميس، عائدين إلى بلادهم، بعد سنوات طويلة قضوها في المخيم الذي يأوي عائلات مرتبطة بتنظيم داعش.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المتواصلة لإعادة تأهيل وإعادة توطين العائلات العراقية التي كانت عالقة في المخيم الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، منذ هزيمة التنظيم المتطرف.
وحسب مشاهد مصورة تم تداولها، ظهرت العائلات وهي تقوم بتوضيب أمتعتها استعداداً للرحيل، في حين أُقيمت خيمة مخصصة لإنهاء الإجراءات الإدارية المرتبطة بالخروج، فيما كانت الحافلات تقف على مقربة منهم بانتظار نقل العائدين إلى الأراضي العراقية.
ويُعد هذا التحرك جزءاً من عملية أوسع لإعادة العراقيين من مخيم الهول، إذ تُشكّل القافلة التي غادرت يوم الخميس الدفعة الحادية عشرة من نوعها المتجهة إلى مخيم الجدعة الواقع في محافظة نينوى شمال غربي العراق، ويُستخدم هذا المخيم كنقطة عبور لإعادة دمج العائدين قبل انتقالهم إلى مناطقهم الأصلية.
وصرّح شكري الحجي، وهو أحد المسؤولين في مكتب الخروج بمخيم الهول، بأن “عدد العائلات المغادرة في هذه القافلة يُقدّر بنحو 233 عائلة، أي ما يعادل 812 فرداً. وستستمر عمليات الإجلاء للعائلات العراقية الراغبة في العودة، وفق تنسيق مشترك بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والحكومة العراقية”.
من جهتها، كانت وسائل إعلام عراقية قد نقلت، يوم الأحد، عن وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري، إعلانه أن الحكومة العراقية نجحت في إعادة 15 ألف عراقي من مخيم الهول حتى الآن، مشيراً إلى أن نحو 10 آلاف منهم قد عادوا إلى مناطقهم الأصلية، في حين لا يزال 5 آلاف آخرين في مخيم الجدعة حيث يخضعون لبرامج تأهيل تمهيداً لدمجهم في المجتمع المحلي من جديد.
وأضاف النوري، في تصريحاته، أن “هناك قرابة 18 ألف عراقي ما زالوا يقيمون في مخيم الهول، وسيتم إعادتهم تدريجياً إلى مناطقهم بعد استكمال الإجراءات الأمنية والتأكد من ظروف السلامة والاستقرار”.
ويُعد مخيم الهول من أكثر المخيمات تعقيداً في سوريا، إذ تحول بعد هزيمة داعش بشكل شبه كامل في العام 2019، إلى ملاذ مؤقت لعشرات الآلاف من عائلات عناصر التنظيم، وبلغ عدد القاطنين فيه حينها نحو 40 ألف شخص، وسط ظروف معيشية صعبة ومخاوف أمنية مستمرة.
No Comment! Be the first one.