چاويار نيوز – أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، مساء السبت، أن بلاده نجح في عدم الانجرار إلى الحرب الإيرانية الإسرائيلية، بفضل جهد داخلي جرى مع الفصائل المسلحة، ورسائل من بغداد وجهت إلى تل أبيب عبر واشنطن، لعدم توسيع المواجهة، كاشفاً اعتراضه على توقيت قانون الحشد الشعبي نظراً للتطورات التي تشهدها المنطقة بشكل متتابع، فيما رفض الإدلاء برأيه حول سيناريو انسحاب الحزب الديمقراطي الكوردستاني من العملية السياسية، خلال التوتر الأخير بين أربيل وبغداد بشأن أزمة الرواتب والنفط.
وقال حسين، خلال استضافته في برنامج ” لقاء خاص” مع الإعلامي إيلي ناكوزي على قناة “شمس” الإخبارية، إن “العراق تجنب الانجرار للحرب بعمل كان يستند على عمودين داخلياً وخارجياً، الداخلي هو رئيس الوزراء والقادة السياسيون في القوى الشيعية الذين بدأوا بحوارات مع قادة الفصائل، وشرح خطورة وضع زمام الأمور بيدها”، مضيفاً أن “العمود الآخر هو خارجي، فبدأنا منذ الأزمة بالتواصل مع العالم الغربي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية للتأثير على إسرائيل لعدم توسيع ساحة الحرب وضم العراق إليها.”
وأوضح أنه “نحن بحاجة إلى حوار عقلاني مع الفصائل لنزع السلاح ولا يمكن أن ينتزع سلاحها من خلال العنف فهذا قد يؤدي إلى اقتتال داخلي، فقبل الحوار الوطني نحن بحاجة إلى حوار شيعي – شيعي، في إطار الأحزاب الشيعية والقيادات الشيعية، لكن مع الأسف حتى الآن لا يوجد حوار بهذا الخصوص عدا تجميد عملية عسكرية أو عدم القيام بعملية ما.”
وصرح بأن “أكثرية دول الجوار يتدخلون بالقضايا السياسية العراقية بشكل أو بآخر، فإما أن يتدخلوا بالقرار السياسي أو يتدخلوا بقضايا أمنية وعسكرية”، مبيناً أنه “نحن نقول أن العراق دولة مستقلة، لكننا أيضاً نتعامل مع الواقع وهناك تأثير كبير من دول الجوار على الساحة السياسية العراقية، من ضمنها إيران التي لديها التأثير الأكبر.”
وأضاف الوزير الكوردي أنه “لا نستطيع حماية العراق من خلال القوة الخشنة، نحن نتعامل مع الصراعات في المنطقة من خلال القوة الناعمة وهي تستند إلى العلاقات الدبلوماسية”، مؤكداً أنه “لو لا قوات التحالف وقوات دول صديقة، لكانت أجزاء من العراق لا تزال تحت سيطرة داعش وحتى بغداد وأربيل كانتا تحت تهديد.”
وأشار إلى أن “لنقاش وتفاهمات الانسحاب للتحالف كلها كانت قبل الأحداث في غزة ولبنان وسوريا، العراق في ساحة الحرب الآن، ولإبعاده عن نار الحرب، نعم لدينا حشد شعبي لكن الحرب دولية ونحتاج إلى أصدقاء أقوياء لمساندتنا كما فعلوا سابقاً”، مضيفاً أن “توقيت قانون الحشد غير صحيح وأنا الوزير الوحيد الذي قال ذلك في مجلس الوزراء، قبل إرسال مسودة القانون إلى البرلمان، خاصة وسط حالة إقليمية ودولية ووسط صراع إيراني أمريكي.”
ورداً على سؤال المقدم بأنه “هل أنت مع فكرة انسحاب الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع العملية السياسية؟”، قال حسين أنه “أنا في قيادة الحزب، أنا عضو المكتب السياسي، وما طرحه علناً الرئيس مسعود بارزاني، طرحه أيضاً في اجتماعات المكتب السياسي وهنالك نقاش واضح في الأمر وكان لدي رأي طرحته في إطار المكتب السياسي، ولكن هذا شيء داخلي له علاقة بقيادة الحزب.”
وفيما يتعلق بالخلافات المالية والنفطية بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، أكد وزير الخارجية العراقي أنه “هناك تفاهم واضح في مسألة تسليم النفط وهو مؤقت، وهذا حل لنهاية السنة الحالية، وهذا الحل يتعلق بمرجعيتين قانونيتين، وهما قانون الموازنة ومرجعية قرارات المحكمة الاتحادية.”
وأضاف أنه “برأيي في قانون الموازنة القادم يجب أن يكون هنالك تخصيص للإقليم، فلا يمكن في النظام الفيدرالي أن تتدخل الحكومة الاتحادية في أن هذا الموظف يأخذ راتب وذاك لا، وهذا اسمه الثلاثي كذا، هذا عمل حكومة الإقليم، التدخل السافر في هذه المسألة غير صحيح، مع احترامي لقرار المحكمة الاتحادية الذي اتخذ في هذا الصدد، وكان نتيجة للصراعات الكوردية – الكوردية التي انتقلت إلى بغداد والمحكمة الاتحادية التي بدورها اتخذت القرار.”
No Comment! Be the first one.